ثروتك .. زوجتك !

كتب سعودى الطهطاوى :
حينما اتكلم معكم اليوم عن الزوجة فاعلموا انما اتكلم عن قضية مقدسة وشخصية مرموقة واصل ثابت فى الحياة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى اكلها لمن شملها برعايته وعنايته وتضن به عمن بخل عليها بقطرات من حنان وجحد وجودها الى جواره وافردها وقسا عليها فجعلها كأنها تحيا فى سجن منيع . وانا هنا ارشد الرجال الى شئ هام , فليسمعوه منى ولينقلوه عنى ولا ادعى اننى سيد الرجال بل من يفعل ذلك منكم هو الاولى بالسيادة والريادة والقيادة ! احفظوا زوجاتكم بالقليل من وقتكم وحنانكم وشفقتكم وجودكم وباليسير من اموالكم وبما تقدرون عليه من وافر احترامكم عندها تكونوا كسبتم دنياكم وربحتم اخرتكم فطوبى لكم جنة ربكم ! زوجتك ثروتك ! ربما يرى القارئ اننى اكثر من الالغاز وكلامى به اعجاز وليس اليه من سبيل الى قبوله او تفسيره ! ولكنى اسعى الى الايجاز حتى لا اشق عليكم فاسمحوا لى ان اقول فى اقتضاب : " تستطيع ان تجعل من زوجتك ثروة , نعم فهناك اناس لم يكن لهم ثروة ولا جاه ولا سلطان حتى تزوجوا فكان لهم كل ذلك , وترون ان من الناس واكاد اجزم بحكم خبرتى انهم جعلوا من ابنائهم ثروة فوجدوها عند كبرهم فصاروا اغنى الاغنياء بما قدموا لهم قبل ذلك من سهر وتعب وتقوى وعناء. فالزوجة بحبها تسعد فتكون غنى وبشفقتها عليك تسعد فانت غنى وبقربها منك تهنأ فانت غنى وبلين حديثها تسعد فتكون غنى , وبعدم سؤالها ما ليس بيديك تسعد فأنت قوى , وايؤائها فى حضنك عند نومها وربتك على كتفها ورؤيتك لضعفها وخوفها وتبدد هذا بين ذراعيك فأنت غنى . ان شعورك بالاطمئنان لمعرفتك مدى حب زوجتك لك يجعلك غنى واصل كل حى سيدتنا وامنا حواء وابينا ادم لنا فيهم قدوة ومن بعدهم امهات المؤمنين زوجات انبيائنا الكرام وعلى رأسهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام خير مثال كما ان امثالنا الشعبية تزخر بما يبرهن على صدق كلامى , والواقع به الكثير من النماذج الحية التى تقول بلسان الحال " زوجتك .. ثروتك "
بقلم : سعودى الطهطاوى
مواضيع ومقالات مشابهة