سعودى الطهطاوى يكتب ” ومات ابى ! ” قصة قصيرة

جئت الى الدنيا ولم اره حتى بلغت السادسة من عمرى , اخبرونى انه كان فى سفر , ومضت حياته من سفر الى سفر , هأنذا قد كبرت , فاقتربت منه , فباعد السفر بينى وبينه , من وقت لاخر , كنا نلتقى , فينصحنى وانا عنه لاه , وكنا نتقابل وانا فى عجلة من امرى , مشغول باكل العيش , مقبل الى الدنيا ! بساط العمر ينسحب من تحت قدماى بسرعة كبيرة مذهلة , وفجأة ابحث عنه فلم اجده , افتش عن مكانه فى الدنيا بأسرها فاذا بمكانه خال , فارغ , واذا به نفسه قد رحل ! ومات ابى , فاستيقظت من سباتى , وهجرت مضجعى ونعاسى , وفقدت بموته اهلى وناسى فقد كان هو هم ! وفارق ابى دنيانا , فبانت الحقيقة وانكشفت , انا بدونه كريشة تحملها الريح فى يوم عاصف , انا بدونه كرجل شيد بنيان عال ليسكن فيه ولكن لم يطل مقامه فاذا بالزلزال يعتريه ليخفضه مرة اخرى ويبحث الرجل عن من يبنيه ثانية ! ومات ابى وعندى رسائل كنت اريد ان ارسلها له قبل موته !, ومات ابى وكنت اظن اننى عرفته فاذا بى لم اعرفه حتى مات !
مواضيع ومقالات مشابهة