مُرافق توك توك ! قصة ل سعودى الطهطاوى

انهكه السير فاراد ان يستريح , فى سنه هذا , بضع خطوات كفيلة بإراهقه ايما ارهاق , فقد جاوز عامه السبعين ! ولكنه يحب السير ولا يمله , نظر حوله عله يجد متكئا ثم وقعت عيناه على محل مغلق , امامه مصطبة رخامية , ولكنه شعر بزغللة بالعينين ودوار وجبينه تصبب عرقا رغم اننا فى فصل الشتاء !, مؤشرات دائه اللعين تأتيه , اوصاه الدكتور بان يلحق نفسه بشئ ياكله او يشربه حتى وان كان ذلك الشئ كوب من الماء المسكر ! ماذا يفعل ؟ عيناه تمسح الارض مسحا , وبالفعل وجد مخبز "عباد الرحمن للمخبوزات الحديثة " على مقربة منه , دخله وامسك بقرصة محلاة بالسكر وجعل يلتهمها فى شغف شديد وعلى عجل حميد انتهى من التقامها ! رويدا رويدا تعود الحياة تدب فى جسده النحيل , هاهو قد انتبه واخرج من جيبه قطعة معدنية من النقود ودسه فى يد بائع المخبز ونظراته تسعى للاعتذار فقبل اعتذاره عما صدر منه قبل ان يدفع الثمن. وعاد الحاج رمضان الى مكانه الاول وجلس على المصطبة , لم تمض دقيقة واحدة حتى اتى فتى غريب الملامح , شعره مجعد , وعظام صدره تعد بالواحدة , يرتدى فانلة كات , وجهه اسمر , طبقات العرق التى تعلوه احالته الى لون بين الاسود والبنى ! طلب الفتى من الحاج رمضان سيجارة اعطاه اياها على الفور دون ان ينبس الشيخ بكلمة ثم دار بينهما حوار : يقول الفتى كأنه يحدث نفسه " هى دى عيشة " يرضيك ياحاج اللى بيحصل ! _ " ايه اللى بيحصل " اخرج الفتى ورقة ملفوفة باحكام وقال مخاطبا الرجل : " صباع الحشيش ده ب 150 جنيه تقدر تقولى ... احنا نعمل ايه فى الغلا ده .... وربنا ما بيكمل يومين ! " _ استطرد الحاج رمضان " انت مش شغال ؟ وبتكسب " _ لا يابا مش شغال " اهه بمشى كده مع كام واحد من اصحابنا سواقين التكاتك دول _ امال الفلوس بتجيلك منين ؟ _ اهى بترزق ! عاد الفتى يطلب سيجارته الثانية من الحاج رمضان , صمت الحاج فكرر الفتى الطلب ثم بعد تفكير عميق قال الرجل له " هعطيك سيجارة بس بشرط " _ قول ياحجيج تابع الحاج حديثه " الشرط الوحيد ان تغادر جلستى هذه ثم انتهره هيا ... هيا .. اذهب !...اذهب ! الفتى وهو يغادر المكان يتمتم " ده باين عليه مجنون ..... فى ناس كده بتتحول ....! "
مواضيع ومقالات مشابهة